كتاب: لسان العرب ***

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


جزر‏:‏ الجَزْرُ‏:‏ ضِدُّ المَدِّ، وهو رجوع الماء إلى خلف‏.‏ قال الليث‏:‏

الجَزْرُ، مجزوم، انقطاعُ المَدِّ، يقال مَدَّ البحرُ والنهرُ في كثرة الماء

وفي الإِنقطاع‏.‏ ابن سيده‏:‏ جَزَرَ البحرُ

والنهر يَجْزِرُ جَزْراً انْجَزَرَ‏.‏ الصحاح‏:‏ جزر الماءُ يَجْزُرُ

ويَجْزِرُ جَزْراً أَي نَضَب‏.‏ وفي حديث جابر‏:‏ ما جَزَرَ عنه البحرُ فَكُلْ، أَي

ما انكشف عنه من حيوان البحر‏.‏ يقال‏:‏ جَزَرَ الماءُ يَجْزُِرُ جَزْراً إِذا

ذهب ونقص؛ ومنه الجَزْر والمَدُّ وهو رجوع الماء إِلى خَلْف‏.‏

والجزِيرةُ‏:‏ أَرضٌ يَنْجَزِرُ عنها المدُّ‏.‏ التهذيب‏:‏ الجزِيرةُ أَرض في البحر يَنُفَرِجُ منها ماء البحر فتبدو، وكذلك الأَرض التي لا يعلوها

السيل ويُحْدقُ بها، فهي جزيرة‏.‏ الجوهري‏:‏ الجزيرة واحدة جزائر البحر، سميت

بذلك لانقطاعها عن معظم الأَرض‏.‏ والجزيرة‏:‏ موضع بعينه، وهو بين دِجْلَة والفُرات‏.‏

والجزيرة‏:‏ موضع بالبصرة أَرض نخل بين البصرة والأُبُلَّة خصت

بهذا الاسم‏.‏ والجزيرة أَيضاً‏:‏ كُورَةٌ تتاخم كُوَرَ الشام وحدودها‏.‏ ابن سيده‏:‏ والجزيرة إِلى جَنْبِ الشام‏.‏ وجزيرة العرب ما بين عَدَنِ أَبْيَنَ

إِلى أَطوارِ الشام، وقيل‏:‏ إِلى أَقصى اليمن في الطُّول، وأَما في العَرْضِ

فمن جُدَّةَ وما والاها من شاطئ البحر إِلى رِيفه العراق، وقيل‏:‏ ما بين

حفر أَبي موسى إِلى أَقصى تهامة في الطول، وأَما العرض فما بين رَمْلِ

يَبْرِين إِلى مُنْقَطَعِ السَّماوة، وكل هذه المواضع إِنما سميت بذلك

لأَن بحر فارس وبحر الحبش ودجلة والفرات قد أَحاطا بها‏.‏ التهذيب‏:‏ وجزيرة

العرب مَحَالُّها، سميت جزيرة لأَن البحرين بحر فارس وبحر السودان أَحاط

بناحيتيها وأَحاط بجانب الشمال دجلة والفرات، وهي أَرض العرب ومعدنها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن الشيطان يئس أَن يُعْبَدَ في جزيرة العرب؛ قال أَبو عبيد‏:‏ هو اسم صُقْع من الأَرض وفسره على ما تقدم؛ وقال مالك بن أَنس‏:‏ أَراد بجزيرة

العرب المدينة نفسها، إِذا أَطلقت الجزيرة في الحديث ولم تضف إِلى العرب

فإِنما يراد بها ما بين دِجْلَة والفُرات‏.‏ والجزيرة‏:‏ القطعة من الأَرض؛ عن كراع‏.‏

وجَزَرَ الشيءَ‏.‏ يَجْزُرُه ويَجْزِرُه جَزراً‏:‏ قطعة‏.‏ والجَزْرُ‏:‏ نَحْرُ

الجَزَّارِ الجَزُورَ‏.‏ وجَزَرْتُ الجَزُورَ أَجْزُرُها، بالضم، واجْتَزَرْتُها

إِذا نحرتها وجَلَّدْتَها‏.‏ وجَزَرَ الناقة يَجْزُرها، بالضم، جَزْراً‏:‏

نحرها وقطعها‏.‏

والجَزُورُ‏:‏ الناقة المَجْزُورَةُ، والجمع جزائر وجُزُرٌ، وجُزُرات جمع

الجمع، كطُرُق وطُرُقات‏.‏ وأَجْزَرَ القومَ‏:‏ أَعطاهم جَزُوراً؛ الجَزُورُ‏:‏

يقع على الذكر والأُنثى وهو يؤنث لأَن اللفظة مؤنثة، تقول‏:‏ هذه الجزور، وإِن أَردت ذكراً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن عمر أَعطى رجلاً شكا إِليه سُوءَ

الحال ثلاثة أَنْيابٍ جَزائرَ؛ الليث‏:‏ الجَزُورُ إِذا أُفرد أُنث لأَن أَكثر

ما ينحرون النُّوقُ‏.‏ وقد اجْتَزَرَ القومَ جَزُوراً إِذا جَزَرَ لهم‏.‏

وأَجْزَرْتُ فلاناً جَزُوراً إِذا جعلتها له‏.‏

قال‏:‏ والجَزَرُ كل شيء مباح للذبح، والواحد حَزَرَةٌ، وإِذا قلت أَعطيته

جَزَرَةً فهي شاة، ذكراً كان أَو أُنثى، لأَن الشاة ليست إِلاَّ للذبح

خاصة ولا تقع الجَزَرَةُ على الناقة والجمل لأَنهما لسائر العمل‏.‏ ابن السكيت‏:‏ أَجْزَرْتُه شاةً إِذا دفعت إِليه شاة فذبحها، نعجةً أَو كبشاً أَو

عنزاً، وهي الجَزَرَةُ إِذا كانت سمينة، والجمع الجَزَرُ، ولا تكون

الجَزَرَةُ إِلاَّ من الغنم‏.‏ ولا يقال أَجْزَرْتُه ناقة لأَنها قد تصلح لغير

الذبح‏.‏ والجَزَرُ‏:‏ الشياه السمينة، الواحدة جَزَرَةٌ ويقال‏:‏ أَجزرت القومَ

إِذا أَعطيتهم شاة يذبحونها، نعجةً أَو كبشاً أَو عنزاً‏.‏ وفي الحديث‏:‏

أَنه بعث بعثاً فمروا بأَعرابي له غنم فقالوا‏:‏ أَجْزِرْنا؛ أَي أَعطنا شاة

تصلح للذبح؛ وفي حديث آخر‏:‏ فقال يا راعي أَجْزِرْني شاةً؛ ومنه الحديث‏:‏

أَرأَيتَ إِن لَقِيتُ غَنَمَ ابن عمي أَأَجْتَزِرُ منها شاةً‏؟‏ أَي آخذ منها

شاة وأَذبحها‏.‏ وفي حديث خَوَّاتٍ‏:‏ أَبْشِرْ بِجزَرَةٍ سمينة أَي شاة

صالحة لأَنْ تُجْزَرَ أَي تذبح للأَكل، وفي حديث الضحية‏:‏ فإِنما هي جَزَرَةٌ

أَطَعَمَها أَهله؛ وتجمع على جَزَرٍ، بالفتح‏.‏ وفي حديث موسى، على نبينا

وعليه الصلاة والسلام؛ والسحَرةِ‏:‏ حتى صارت حبالهم للثُّعبان جَزَراً، وقد تكسر الجيم‏.‏ ومن غريب ما يروى في حديث الزكاة‏:‏ لا تأْخذوا من جَزَراتِ

أَموال الناس؛ أَي ما يكون أُعدّ للأَكل، قال‏:‏ والمشهور بالحاء المهملة‏.‏

ابن سيده‏:‏ والجَزَرُ ما يذبح من الشاء، ذكراً كان أَو أُنثى، جَزَرَةٌ، وخص بعضهم به الشاة التي يقوم إِليها أَهلها فيذبحونها؛ وقد أَجْزَرَه

إِياها‏.‏ قال بعضهم‏:‏ لا يقال أَجْزَرَه جَزُوراً إِنما يقال أَجْزَرَه

جَزَرَةً‏.‏

والجَزَّارُ والجِزِّيرُ‏:‏ الذي يَجْزُر الجَزورَ، وحرفته الجِزارَةُ، والمَجْزِرُ، بكسر الزاي‏:‏ موضع الجَزْر‏.‏ والجُزارَةُ‏:‏ حَقُّ الجَزَّار‏.‏ وفي حديث الضحية‏:‏ لا أُعطي منها شيئاً في جُزارَتها؛ الجزارة، بالضم‏:‏ ما

يأْخذ الجَزَّارُ من الذبيحة عن أُجرته فمنع أَن يؤْخذ من الضحية جزء في مقابلة الأُجرة، وتسمى قوائم البعير ورأْسه جُزارَةً لأَنها كانت لا تقسم في الميسر وتُعْطَى الجَزَّارَ؛ قال ذو الرمّة‏:‏

سَحْبَ الجُزارَة مِثلَ البَيْتِ، سائرُهُ

مِنَ المُسُوح، خِدَبٌّ شَوْقَبٌ خَشَبُ

ابن سيده‏:‏ والجُزارَةُ اليدان والرجلان والعنق لأَنها لا تدخل في أَنصباء الميسر وإِنما يأْخذها الجَزَّارُ جُزارَتَه، فخرج على بناء العُمالة

وهي أَجْرُ العامل، وإِذا قالوا في الفرس ضَخْمُ الجُزارَةِ فإِنما يريدون

غلظ يديه ورجليه وكَثْرَةَ عَصَبهما، ولا يريدون رأْسه لأَن عِظَمَ

الرأْس في الخيل هُجْنَةٌ؛ قال الأَعشى‏:‏

ولا نُقاتِلُ بالعِصِيِّ، ولا نُرامِي بالحجارَه، إِلاَّ عُلالَةَ أَو بُدَا

هَةَ قارِحٍ، نَهْدِ الجُزارَه

واجْتَزَر القومُ في القتال وتَجَزَّرُوا‏.‏ ويقال‏:‏ صار القَوم جَزَراً

لعدوّهم إِذا اقتتلوا‏.‏ وجَزَرَ السِّباعِ‏:‏ اللحمُ الذي تأْكله‏.‏ يقال‏:‏

تركوهم جَزَراً، بالتحريك، إِذا قتلوهم‏.‏ وتركهم جَزَراً للسباع والطير أَي

قِطَعاً؛ قال‏:‏

إِنْ يَفْعَلا، فلَقَدْ تَرَكْتُ أَباهُما

جَزَرَ السِّباعِ، وكُلِّ نَسْرٍ قَشْعَمِ

وتَجَازَرُوا‏:‏ تشاتموا‏.‏ وتجازرا تشاتماً، فكأَنما جَزَرَا بينهما

ظَرِبَّاءَ أَي قطعاها فاشتدّ نَتْتنُها؛ يقال ذلك للمتشاتمين المتبالغين‏.‏

والجِزارُ‏:‏ صِرامُ النخل، جَزَرَهُ يَجْزُرُِه ويَجْزِرُه جَزْراً وجِزاراً

وجَزَاراً؛ عن اللحياني‏:‏ صَرَمَه‏.‏ وأَجْزَرَ النخلُ‏:‏ حان جِزارُه كأَصْرَم

حان صِرامُه، وجَزَرَ النخلَ يجزرها، بالكسر، جَزْراً‏:‏ صَرَمها، وقيل‏:‏

أَفسدها عند التلقيح‏.‏ اليزيدي‏:‏ أَجْزَرَ القومُ من الجِزار، وهو وقت صرام

النخل مثلُ الجَزازِ‏.‏ يقال‏:‏ جَزُّوا نخلهم إِذا صرموه‏.‏ ويقال‏:‏ أَجْزَرَ

الرجلُ إِذا أَسَنَّ ودنا فَنَاؤه كما يُجْزِرُ النخلُ‏.‏ وكان فِتْيانٌ

يقولون لشيخ‏:‏ أَجْزَرْتَ يا شيخُ أَي حان لك أَن تموت فيقول‏:‏ أَي بَنِيَّ، وتُحْتَضَرُونَ أَي تموتون شباباً ويروى‏:‏ أَجْزَزْتَ من أَجَزَّ

البُسْرُ أَي حان له أَن يُجَزَّ‏.‏ الأَحمر‏:‏ جَزَرَ النخلَ يَجْزِرُه إِذا صرمه

وحَزَرَهُ يَحْزِرُهُ إِذا خرصه‏.‏ وأَجْزَرَ القومُ من الجِزارِ والجَزَار‏.‏

وأَجَزُّوا أَي صرموا، من الجِزَازِ في الغنم‏.‏ وأَجْزَرَ النخلُ أَي

أَصْرَمَ‏.‏ وأَجْزَرَ البعيرُ‏:‏ حان له أَن يُجْزَرَ‏.‏ ويقال‏:‏ جَزَرْتُ العسل

إِذا شُرتَهُ واستخرجته من خَلِيَّتِه، وإِذا كان غليظاً سَهُلَ

استخراجُه‏.‏ وتَوَعَّدَ الحجاجُ بن يوسف أَنَسَ بن مالك فقال‏:‏ لأَجْزُرَنَّك جَزْرَ

الضَّرَبِ أَي لأَسْتَأْصِلَنَّك، والعسل يسمى ضَرَباً إِذا غلظ‏.‏ يقال‏:‏

اسْتَضْرَبَ سَهُلَ اشْتِيارُه على العاسِل لأَنه إِذا رَقَّ سال‏.‏ وفي حديث عمر‏:‏ اتَّقوا هذه المجازِرَ فإِن لها ضَراوَةً كضَراوةِ الخمرِ؛ أَراد

موضع الجَزَّارين التي تنحر فيها الإِبل وتذبح البقر والشاء وتباع

لُحْمانُها لأَجل النجاسة التي فيها من الدماء دماء الذبائح وأَرواثها، واحدها

مَجْزَرَةٌ‏.‏ ومَجْزِرَةٌ، وإِنما نهاهم عنها لأَنه كَرِهَ لهم

إِدْمانَ أَكل اللحوم وجعلَ لها ضَراوَةً كضراوة الخمر أَي عادة

كعادتها، لأَن من اعتاد أَكل اللحوم أَسرف في النفقة، فجعل العادة في أَكل

اللحوم كالعادة في شرب الخمر، لما في الدوام عليها من سَرَفِ النفقة والفساد‏.‏

يقال‏:‏ أَضْرَى فلان في الصيد وفي أَكل اللحم إِذا اعتاده ضراوة‏.‏

وفي الصحاح‏:‏ المَجازِرُ يعني نَدِيَّ القوم وهو مُجْتَمَعَهُم لأن الجَزُورَ إِنما تنحر عند جمع الناس‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ نهى عن أَماكن الذبح

لأَن إِلْفَها ومُداوَمَةَ النظر إِليها ومشاهدة ذبح الحيوانات مما يقسي

القلب ويذهب الرحمة منه‏.‏ وفي حديث آخر‏:‏ أَنه نهى عن الصلاة في المَجْزَرَةِ والمَقْبُرَة‏.‏

والجِزَرُ والجَزَرُ‏:‏ معروف، هذه الأَرُومَةُ التي تؤكل، واحدتها

جِزَرَةٌ وجَزَرَةٌ؛ قال ابن دريد‏:‏ لا أَحسبها عربية، وقال أَبو حنيفة‏:‏ أَصله

فارسي‏.‏ الفرّاء‏:‏ هو الجَزَرُ والجِزَرُ للذي يؤكل، ولا يقال في الشاء إِلا

الجَزَرُ، بالفتح‏.‏

الليث‏:‏ الجَزيرُ، بلغة أَهل السواد، رجل يختاره أَهل القرية لما ينوبهم

من نفقات من ينزل به من قِبَل السلطان؛ وأَنشد‏:‏

إِذا ما رأَونا قَلَّسوا من مَهابَةٍ، ويَسْعى علينا بالطعامِ جَزِيرُها

جسر‏:‏ جَسَرَ يَجْسُرُ جُسُوراً وجَسارَةً‏:‏ مضى ونفَذ‏.‏ وجَسَرَ على كذا

يَجْسُر جَسارَةً وتَجاسَر عليه؛ أَقدم‏.‏ والجَسُورُ‏:‏ المِقْدامُ‏.‏ ورجل

جَسْر وجَسُورٌ‏:‏ ماضٍ شجاعٌ، والأُنثى جَسْرَةٌ وجَسُورٌ وجَسُورَةٌ‏.‏ ورجل

جَسْرٌ‏:‏ جسيمٌ جَسُورٌ شجاع‏.‏ وإِن فلاناً لَيُجَسَّرُ فلاناً أَي

يُشَجِّعُه‏.‏ وفي حديث الشَّعْبِيِّ‏:‏ أَنه كان يقول لسيفه‏:‏ اجْسُرْ جَسَّارُ، هو فعَّال من الجَسَارة وهي الجَراءَةُ والإِقدام على الشيء‏.‏ وجَمَلٌ جَسْرٌ

وناقة جَسْرَة ومُتَجاسِرَة‏:‏ ماضية‏.‏ قال الليث‏:‏ وقَلّما يقال جمل جَسْرٌ؛ قال‏:‏

وخَرَجَت مائِلَةَ التَّجاسُرِ

وقيل‏:‏ جمل جَسْرٌ طويل، وناقة جَسْرَة طويلة ضَخْمَةٌ كذلك‏.‏ والجَسْرُ، بالفتح‏:‏ العظيم من الإِبل وغيرها، والأُنثى جَسْرَة، وكلُّ عضْوٍ ضَخْمٍ‏:‏

جَسْرٌ؛ قال ابن مقبل‏:‏

هَوْجاءُ مَوْضِعُ رَحْلِها جَسْرُ

أَي ضخم؛ قال ابن سيده‏:‏ هكذا عزاه أَبو عبيد إِلى ابن مقبل، قال‏:‏ ولم نجده في شعره‏.‏ وتَجاسَرَ القوم في سيرهم؛ وأَنشد‏:‏

بَكَرَتْ تَجاسَرُ عن بُطونِ عُنَيْزَةٍ

أَي تسير؛ وقال جرير‏:‏

وأَجْدَرَ إِنْ تَجاسَرَ ثم نادَى

بِدَعْوَى‏:‏ يَالَ خِنْدِفَ أَن يُجَابا

قال‏:‏ تَجاسَرَ تطاول ثم رفع رأْسه‏.‏ وفي النوادر‏:‏ تَجَاسَر فلان لفلان

بالعصا إِذا تحرك له‏.‏ ورجل جَسْرٌ‏:‏ طويل ضخم؛ ومنه قيل للناقة‏:‏ جَسْرٌ‏.‏ ابن السكيت‏:‏ جَسَرَ الفَحْلُ وفَدَرَ وجَفَرَ إِذا ترك الضِّراب؛ قال

الراعي‏:‏تَرَى الطَّرِفَاتِ العُبْطَ من بَكَراتِها، يَرُعْنَ إِلى أَلواحِ أَعْيَسَ جاسِرِ

وجارية جَسْرَةُ الساعدين أَي ممتلئتهما؛ وأَنشد‏:‏

دارٌ لِخَوْدٍ جَسْرَةِ المُخَدَّمِ

والجَسْرُ والجِسْرُ‏:‏ لغتان، وهو القنطرة ونحوه مما يعبر عليه، والجمع القليل أَجْسُرٌ؛ قال‏:‏

إِن فِرَاخاً كَفِراخِ الأَوْكُرِ، بِأَرْضِ بَغْدادَ، وَراءَ الأَجْسُرِ

والكثير جُسُورٌ‏.‏ وفي حديث نَوْفِ بن مالك قال‏:‏ فوقع عُوجٌ على نيل مصر

فجسَرَهُمْ سَنَةً أَي صار لهم جِسْراً يَعْبُرونَ عليه، وتفتح جيمه

وتكسر‏.‏ وجَسْرٌ‏:‏ حَيٌّ من قَيْسِ عَيْلان‏.‏ وبنو القَيْنِ بن جُسَير‏:‏ قَوْمٌ

أَيضاً‏.‏ وفي قُضاعَة جَسْرٌ من بني عمران بن الحَافِ، وفي قيس جَسْرٌ آخرُ

وهو جَسْرُ بن مُحارب بن خَصَفَةَ؛ وذكرهما الكميت فقال‏:‏

تَقَشَّفَ أَوْباشُ الزَّعانِفِ حَوْلَنا

قَصِيفاً، كأَنَّا من جُهَيْنَةَ أَوْ جَسْرِ

وما جَسْرَ قَيْسٍ قَيْسِ عَيْلانَ أَبْتَغِي، ولكِنْ أَبا القَيْنِ اعْتَدَلْنا إِلى الجَسرِ

جشر‏:‏ الجَشَر‏:‏ بَقْلُ الربيع‏.‏

وجَشَرُوا الخَيْلَ وجَشَّروها‏:‏ أَرْسَلُوها في الجَشْرِ‏.‏ والجَشْرُ‏:‏

أَن يخرجوا بخيلهم فَيَرْعَوْها أَمام بيوتهم‏.‏ وأَصبحوا جَشْراً وجَشَراً

إِذا كانوا يَبِيتُون مكانهم لا يرجعون إِلى أَهليهم‏.‏ والجَشَّار‏:‏ صاحبُ

الجَشَرِ‏.‏ وفي حديث عثمان، رضي الله عنه، أَنه قال‏:‏ لا يغرّنكم جَشَرُكُمْ

من صلاتكم فإِنما يَقْصُرُ الصلاةَ من كان شاخصاً أَو يَحْضُرُهُ عدوّ‏.‏

قال أَبو عبيد‏:‏ الجَشَرُ القومُ يخرجون بدوابهم إِلى المرعى ويبيتون

مكانهم ولا يأْوون إِلى البيوت، وربما رأَوه سفراً فقصروا الصلاة فنهاهم عن

ذلك لأَن المُقَامَ في المرعى وإِن طال فليس بسفر‏.‏ وفي حديث ابن مسعود‏:‏ يا

مَعْشَرَ الجُشَّارِ لا تغتروا بصلاتكم؛ الجُشَّار جمع جاشِرٍ‏.‏

وفي الحديث‏:‏ ومنا من هو في جَشْرَةٍ‏.‏ وفي حديث أَبي الدرداء‏:‏ من ترك

القرآن شهرين فلم يقرأْه فقد جَشَرَهُ أَي تباعد عنه‏.‏ يقال‏:‏ جَشَرَ عن أَهله

أَي غاب عنهم‏.‏ الأَصمعي‏:‏ بنو فلان جَشَرٌ إِذا كانوا يبيتون مكانهم لا

يأْوون بيوتهم، وكذلك مال جَشَرٌ لا يأْوي إِلى أَهله‏.‏ ومال جَشَرٌ‏:‏ يرعى

في مكانه لا يؤوب إِلى أَهله‏.‏ وإِبل جُشَّرٌ‏:‏ تذهب حيث شاءت، وكذلك

الحُمُرُ؛ قال‏:‏

وآخرونَ كالحمير الجُشَّرِ

وقوم جُشْرٌ وجُشَّرٌ‏:‏ عُزَّابٌ في إِبلهم‏.‏ وجَشَرْنا دوابَّنا‏:‏

أَخرجناها إِلى المرعى نَجْشُرُها جَشْراً، بالإِسكان، ولا نَرُوحُ‏.‏ وخيل

مُجَشَّرةٌ بالحِمَى أَي مَرْعِيَّة‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ المُجَشَّرُ الذي لا يرعى

قُرْبَ الماء؛ والمنذري‏:‏ الذي يرعى قرب الماء؛ أَنشد ابن الأَعرابي لابن أَحمر في الجَشْرِ‏:‏

إِنَّكَ لو رأَيتَني والقَسْرَا، مُجَشِّرِينَ قد رَعَينا شَهْرَا

لم تَرَ في الناسِ رِعاءً جَشْرَا، أَتَمَّ مِنَّا قَصَباً وسَيْرَا

قال الأَزهري‏:‏ أَنشدنيه المنذري عن ثعلب عنه‏.‏

قال الأَصمعي‏:‏ يقال‏:‏ أَصبح بنو فلان جَشَراً إِذا كانوا يبيتون في مكانهم في الإِبل ولا يرجعون إِلى بيوتهم؛ قال الأَخطل‏:‏

تَسْأَلُه الصُّبْرُ من غَسَّانَ، إِذْ حَضَرُوا، والحَزْنُ كَيْفَ قَراهُ الغِلْمَةُ الجَشَرُ

الصُّبْرُ والحَزْنُ‏:‏ قبيلتان من غسان‏.‏ قال ابن بري‏:‏ صواب إِنشاده‏:‏ كيف

قراك، بالكاف، لأَنه يصف قتل عمير بن الحُبَابِ وكَوْنَ الصُّبْر

والحَزْنِ، وهما بطنان من غسان، يقولون له بعد موته وقد طافوا برأْسه‏:‏ كيف قَراك

الغِلْمَةُ الجَشَرُ‏؟‏ وكان يقول لهم‏:‏ إِنما أَنتم جَشَرٌ لا أُبالي بكم، ولهذا يقول فيها مخاطباً لعبد الملك بن مروان‏:‏

يُعَرِّفُونَكَ رَأْسَ ابنِ الحُبابِ وقد

أَضْحَى، وللسَّيْفِ في خَيْشُومِهِ أَثَرُ

لا يَسْمَعُ الصَّوْتَ مُسْتَكّاً مسامِعُه، وليس يَنْطِقُ حتى يَنْطِقَ الحَجَرُ

وهذه القصيدة من غُرَرِ قصائد الأَخطل يخاطب فيها عَبْدَ الملِك بن مَرْوان يقول فيها‏:‏

نَفْسِي فِداءُ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ إِذا

أَبْدَى النَّواجِذَ يَوْمٌ باسِلٌ ذَكَرُ

الخائِضِ الغَمْرِ والمَيْمُونِ طائِرُهُ، خَلِيفَةِ اللهِ يُسْتَسْقَى بِهِ المَطَرُ

في نَبْعَةٍ مِن قُرَيشٍ يَعْصِبُونَ بها، ما إِنْ يُوازى بأَعْلَى نَبتِها الشَّجَرُ

حُشْدٌ على الحق عَيَّافو الخَنَا أُنُفٌ، إِذا أَلَمَّتْ بِهِمْ مَكْرُوهَةٌ صَبَرُوا

شُمْسُ العَداوَةِ حتى يُسْتَقَادَ لهم، وأَعظمُ الناسِ أَحْلاماً، إِذا قَدَرُوا

منها‏:‏

إِنَّ الضَّغِينَةَ تَلْقَاها، وإِن قَدُمَتْ، كالعُرِّ يَكْمُنُ حِيناً ثم يَنْتَشِرُ

والجَشْرُ والجَشَرُ‏:‏ حِجَارَةٌ تنبت في البحر‏.‏ قال ابن دريد‏:‏ لا

أَحسبها معرّبة‏.‏ شمر‏:‏ يقال مكان جَشِر أَي كثير الجَشَر، بتحريك الشين‏.‏ وقال

الرِّياشي‏:‏ الجَشَرُ حجارة في البحر خشنة‏.‏ أَبو نصر‏:‏ جَشَرَ الساحلُ

يَجْشُرُ جشراً‏.‏ الليث‏:‏ الجَشَرُ ما يكون في سواحل البحر وقراره من الحصى

والأَصداف، يَلْزَقُ بعضها ببعض فتصير حجراً تنحت منه الأَرْحِيَةُ بالبصرة لا

تصلح للطحن، ولكنها تُسَوَّى لرؤوس البلاليع‏.‏ والجَشَرُ‏:‏ وَسَخُ

الوَطْبِ من اللبن؛ يقال‏:‏ وَطْبٌ جَشِرٌ أَي وَسِخٌ‏.‏ والجَشَرَةُ‏:‏ القِشْرَةُ

السفلى التي على حَبَّةِ الحنطة‏.‏ والجَشَرُ والجُشْرَةُ‏:‏ خُشُونة في الصدر

وغِلَظٌ في الصوت وسُعال؛ وفي التهذيب‏:‏ بَحَحٌ في الصوت‏.‏ يقال‏:‏ به جُشْرَةٌ وقد جَشِرَ‏.‏ وقال

اللحياني‏:‏ جُشِرَ جُشْرَةً؛ قال ابن سيده‏:‏ وهذا نادر، قال‏:‏ وعندي أَن مصدر هذا

إِنما هو الجَشَرُ؛ ورجل مجشور‏.‏ وبعير أَجْشَرُ وناقة جَشْراءُ‏:‏ بهما

جُشْرَةٌ‏.‏ الأَصمعي‏:‏ بعير مَجْشُورٌ به سُعال جافٌّ‏.‏ غيره‏:‏ جُشِرَ، فهو مَجْشُورٌ، وجَشِرَ يَجْشَرُ جَشَراً، وهي الجُشْرَةُ، وقد جُشِرَ يُجْشَرُ

على ما لم يسمَّ فاعله؛ وقال حجر‏:‏

رُبَّ هَمٍّ جَشَمْتُهُ في هَواكُمْ، وبَعِيرٍ مُنَفَّهٍ مَجْشُورِ

ورجلٌ مَجْشُورٌ‏:‏ به سُعال؛ وأَنشد‏:‏

وسَاعِلٍ كَسَعَلِ المَجْشُورِ

والجُشَّةُ والجَشَشُ‏:‏ انتشار الصوت في بُحَّةٍ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏

الجُشْرَةُ الزُّكامُ‏.‏ وجَشِرَ الساحلُ، بالكسر، يَجْشَرُ جَشْراً إِذا خَشُنَ

طينه ويَبِسَ كالحجَر‏.‏

والجَشِيرُ‏:‏ الجُوالِقُ الضخم، والجمع أَجْشِرَةٌ وجُشُرٌ؛ قال الراجز‏:‏

يُعْجلُ إِضْجاعَ الجَشِيرِ القَاعِدِ

والجَفِيرُ والجَشِيرُ‏:‏ الوَفْضَةُ، وهي الكِنانَةُ‏.‏ ابن سيده‏:‏

والجَشِيرُ الوفضة وهي الجَعْبَةُ من جلود تكون مشقوقة في جَنْبها، يفعل ذلك بها

ليدخلها الريح فلا يأْتكل الريش‏.‏ وجَنْبٌ جاشِرٌ‏:‏ منتفخ‏.‏ وتَجَشَّرَ

بطنه‏:‏ انتفخ؛ أَنشد ثعلب‏:‏

فقامَ وَثَّابٌ نَبِيلٌ مَحْزِمُهْ‏.‏

لم يَتَجَشَّرْ مِنْ طَعامٍ يُبْشِمُهْ

وجَشَرَ الصُّبْحُ يَجْشُرُ جُشُوراً‏:‏ طلع وانفلق‏.‏

والجاشِرِيَّةُ‏:‏ الشُّرْبُ مع الصبح، ويوصف به فيقال‏:‏ شَرْبَةٌ

جاشِرِيَّةٌ؛ قال‏:‏

ونَدْمانٍ يَزِيدُ الكأْسَ طِيباً، سَقَيْتُ الجاشِرِيَّةَ أَو سَقَانِي

ويقال‏:‏ اصْطَبَحْتُ الجاشِرِيَّةَ، ولا يَتَصَرَّفُ له فِعْلٌ؛ وقال

الفرزدق‏:‏

إِذا ما شَرِبْنَا الجاشِرِيَّةَ لَمْ نُبَلْ

أَمِيراً، وإِن كانَ الأَمِيرُ مِنَ الأَزْدِ

والجاشِرِيَّةُ‏:‏ قبيلة في ربيعة‏.‏ قال الجوهري‏:‏ وأَما الجاشرية التي في شعر الأَعشى فهي قبيلة من قبائل العرب‏.‏ وفي حديث الحجاج‏:‏ أَنه كتب إِلى

عامله أَن ابْعَثْ إِليَّ بالجَشِيرِ اللُّؤْلُؤِيّ؛ الجَشِيرُ‏:‏ الجِرابُ؛ قال ابن الأَثير‏:‏ قاله الزمخشري‏.‏

جظر‏:‏ المُجْظَئِرُّ كمُقْشَعِرٍّ‏:‏ المُعِدُّ شَرَّه كأَنه منتصب‏.‏ يقال‏:‏

ما لَكَ مُجْظَئِرّاً‏؟‏

جعر‏:‏ الجِعَارُ‏:‏ حبل يَشُدُّ به المُسْتَقِي وَسَطَهُ إِذا نزل في البئر

لئلا يقع فيها، وطرفه في يد رجل فإِن سقط مَدَّه به؛ وقيل‏:‏ هو حبل يشده

الساقي إِلى وَتَدٍ ثم يشده في حِقْوِه وقد تَجَعَّرَ به؛ قال‏:‏

لَيْسَ الجِعارُ مانِعي مِنَ القَدَرْ، وَلَوْ تَجَعَّرْتُ بِمَحْبُوكٍ مُمَر

والجُعْرَةُ‏:‏ الأَثَرُ الذي يكون في وسط الرجل من الجِعارِ؛ حكاه ثعلب، وأَنشد‏:‏

لَوْ كُنْتَ سَيْفاً، كانَ أَثْرُكَ جُعْرَةً، وكُنْتَ حَرًى أَنْ لا يُغَيِّرَكَ الصَّقْلُ

والجُعْرَةُ‏:‏ شعير غليظ القَصَبِ عريض ضَخْمُ السَّنابل كأَنَّ سنابله

جِراءُ الخَشْخَاشِ، ولسنبله حروف عِدَّةٌ، وحبه طويل عظيم أَبيض، وكذلك

سُنبله وسَفاه، وهو رقيق خفيف المَؤُونة في الدِّياسِ، والآفة إِليه

سريعة، وهو كثير الرَّيْعِ طيب الخُبْزِ؛ كله عن أَبي حنيفة‏.‏ والجُعْرورانِ‏:‏

خَبْرَاوَانِ إِحداهما لبني نَهْشَلٍ والأُخرى لبني عبدالله بن دارم، يملؤهما جميعاً الغيث الواحد، فإِذا مُلِئَتِ الجُعْرُورانِ وَثِقُوا

بِكَرْعِ شائهم؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد‏:‏

إِذا أَرَدْتَ الحَفْرَ بالجُعْرُورِ، فَاعْمَلْ بِكُلِّ مارِنٍ صَبُورِ

لا غَرْفَ بالدِّرْحابَةِ القَصِير، ولا الذي لوّحَ بالقَتِيرِ

الدِّرْحابَةُ‏:‏ العَرِيضُ القصير؛ يقول‏:‏ إِذا غرف الدِّرْحابة مع الطويل

الضخم بالحَفْنَةِ من الغدير، غدير الخَبْراءِ، لم يلبث الدّرْحابَةُ

أَن يَزْكُتَه الرَّبْوُ فيسقط‏.‏ زَكَتَه الرَّبْوُ‏:‏ مَلأَ جَوْفَه‏.‏ وفي التهذيب‏:‏ والجَعُور خَبْراءُ لبني نَهْشَلٍ، والجَعُورُ لأُخرى خَبْراءُ

لبني عبدالله بن دارِمٍ‏.‏

وجَعَارٍ‏:‏ اسم للضَّبُعِ لكثرة جَعْرها، وإِنما بنيت على الكسر لأَنه

حصل فيها العدل والتأْنيث والصفة الغالبة، ومعنى قولنا غالبة أَنها غلبت

على الموصوف حتى صار يعرف بها كما يعرف باسمه، وهي معدولة عن جاعِرَة، فإِذا منع من الصرف بعلتين وجب البناء بثلاث لأَنه ليس بعد منع الصرف إِلا

منع الإِعراب؛ وكذلك القول في حَلاَقِ اسْم للمَنِيَّةِ؛ وقول الشاعر

الهذلي في صفة الضبع‏:‏

عَشَنْزَرَةٌ جَواعِرُها ثَمانٌ،

فُوَيْقَ زماعِهَا خَدَمٌ حُجُولُ

تَرَاها الضَّبْعَ أَعْظَمَهُنَّ رَأْساً، جُراهِمَةً لها حِرَةٌ وَثِيلُ

قيل‏:‏ ذهب إِلى تفخيمها كما سميت حضَاجِر؛ وقيل‏:‏ هي أَولادها وجعلها

الشاعر خنثى لها حِرَةٌ وَثِيلُ؛ قال بعضهم‏:‏ جواعرها ثمان لأَن للضبع خروقاً

كثيرة‏.‏ والجراهمة‏:‏ المغتلمة‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ الذي عندي في تفسير جواعرها

ثمان كَثْرَةُ جَعْرها‏.‏ والجَواعِرُ‏:‏ جمع الجاعِرَة وهو الجَعْر أَخرجه

على فاعلة وفواعل ومعناه المصدر، كقول العرب‏:‏ سمعت رَواغِيَ الإِبل أَي

رُغاءَها، وثَواغِيَ الشاء أَي ثُغاءها؛ وكذلك العافية مصدر وجمعها عَوافٍ‏.‏

قال الله تعالى‏:‏ ليس لها من دون الله كاشفة؛ أَي ليس لها من دونه عز وجل

كشف وظهور‏.‏ وقال الله عز وجل‏:‏ لا تسمع فيها لاغِيَةً؛ أَي لَغْواً، ومثله

كثير في كلام العرب، ولم يُرِدْ عدداً محصوراً بقوله جواعرها ثمان، ولكنه وصفها بكثرة الأَكْل والجَعْرِ، وهي من آكل الدواب؛ وقيل‏:‏ وصفها بكثرة

الجعر كأَنّ لها جواعر كثيرة كما يقال فلان يأْكل في سبعة أَمعاء وإن كان له مِعىً واحدٌ، وهو مثل لكثرة أَكله؛ قال ابن بري البيت أَعني‏:‏

عشنزرة جواعرها ثمان

لحبيب بن عبدالله الأَعلم‏.‏ وللضبع جاعرتان، فجعل لكل جاعرة أَربعة

غُضون، وسمى كل غَضَنٍ منها جاعرة باسم ما هي فيه‏.‏ وجَيْعَرٌ وجَعَارِ وأُمُّ

جَعارِ، كُلُّه‏:‏ الضَّبُعُ لكثرة جَعْرِها‏.‏ وفي المثل‏:‏ روعِي جَعارِ

وانْظُري أَيْنَ المَفَرُّ؛ يضرب لمن يروم أَن يُفْلِتَ ولا يقدر على ذلك؛ وهذا المثل في التهذيب يضرب في فرار الجبان وخضوعه‏.‏ ابن السكيت‏:‏ تُشْتَمُ

المرأَةُ فيقال لها‏:‏ قُومي جَعارِ، تشبه بالضبع‏.‏ ويقال للضبع‏:‏ تِيسِي أَو

عِيثي جَعَار؛ وأَنشد‏:‏

فَقُلْتُ لهَا‏:‏ عِيثِي جَعَار وجَرِّرِي

بِلَحْمِ امرئٍ، لَمْ يَشْهَدِ القومَ ناصِرُهْ

والمَجْعَرُ‏:‏ الدُّبُر‏.‏ ويقال للدُّبُر‏:‏ الجاعِرَةُ والجَعْراءُ‏.‏

والجَعْرُ‏:‏ نَجْوُ كل ذات مِخْلَبٍ من السباع‏.‏ والجَعْرُ‏:‏ ما تَيَبَّسَ في الدبر من العذرة‏.‏ والجَعْرُ‏:‏ يُبْسُ الطبيعة، وخص ابن الأَعرابي به جَعْرَ

الإِنسان إِذا كان يابساً، والجمع جُعُورٌ؛ ورجل مِجْعارٌ إِذا كان كذلك‏.‏

وفي حديث عمرو ابن دينار‏:‏ كانوا يقولون في الجاهلية‏:‏ دَعُوا الصَّرُورَةَ

بجَهْلِهِ وإِن رَمَى بِجِعْرِه في رَحْلِهِ؛ قال ابن الأَثير‏:‏ الجَعْرُ

ما يَبِسَ من الثُّفْل في الدبر أَو خرج يابساً؛ ومنه حديث عمر‏:‏ إِنِّي

مِجْعارُ البَطْن أَي يابس الطبيعة؛ وفي حديثه الآخر‏:‏ إِياكم ونومة

الغَداة فإِنها مَحْعَرَةٌ؛ يريد يُبْسَ الطبيعة أَي أَنها مَظِنَّة لذلك‏.‏

وجَعَر الضبع والكلب والسِّنَّوْرُ يَجْعَرُ جَعْراً‏:‏ خَرِئَ‏.‏

والجَعْرَاء‏:‏ الاسْتُ، وقال كراعٌ‏:‏ الجِعِرَّى، قال‏:‏ ولا نظير لها إِلا

الجِعِبَّى، وهي الاست أَيضاً، والزِّمِكّي والزِّمِجَّى وكلاهما أَصل

الذنب من الطائر والقِمِصَّى الوُثُوب، والعِبِدَّى العَبيد، والجِرِشَّى

النَّفْسُ؛ والجِعِرَّى أَيضاً‏:‏ كلمة يلام بها الإِنسان كأَنه يُنْسَبُ

إِلى الاست‏.‏ وبَنُو الجَعْراء‏:‏ حيّ من العرب يُعَيَّرون بذلك؛ قال‏:‏

دَعَتْ كِنْدَةُ الجَعْراءُ بِالخَرْجِ مالِكاً، ونَدْعُو لِعَوْفٍ تَحْتَ ظِلِّ القَواصِلِ

والجَعْراءُ‏:‏ دُغَةٌ بِنْتُ مَغْنَجٍ

ولَدَتْ في بَلْعَنْبرِ، وذلك أَنها خرجت وقد ضربها

المخاض فظنته غائطاً، فلما جلست للحدث ولدت فأَتت أُمّها فقالت‏:‏ يا

أُمّتَ هل يَفْتَحُ الجَعْرُفاه‏؟‏ ففهمت عنها فقالت‏:‏ نعَمْ ويدعو أَباه؛ فتميم

تسمي بلْعَنْبر الجعراءَ لذلك‏.‏

والجاعِرَةُ‏:‏ مثل الروث من الفَرس‏.‏ والجاعِرَتانِ‏:‏ حرفا الوَرِكَين

المُشْرِفان على الفخذين، وهما الموضعان اللذان يَرْقُمُهما البَيْطارُ، وقيل‏:‏ الجاعرتان موضع الرَّقمتين من است الحمار؛ قال كعب بن زهير يذكر الحمار

والأُتن‏:‏

إِذا ما انْتَحاهُنَّ شُؤْبُوبُهُ، رَأَيْتَ لِجاعِرَتَيْهِ غُضُونا

وقيل‏:‏ هما ما اطمأَنَّ من الورك والفخذ في موضوع المفصل، وقيل‏:‏ هما رؤوس

أَعالي الفخذين، وقيل‏:‏ هما مَضْرَبُ الفرس بذنبه على فخذيه، وقيل‏:‏ هما

حيث يكوى الحمار في مؤَخره على كاذَتَيْهِ‏.‏ وفي حديث العباس‏:‏ أَنه وَسَمَ

الجاعرتين؛ هما لحمتان تكتنفان أَصل الذنب، وهما من الإِنسان في موضع

رَقْمَتي الحمارِ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه كوى حماراً في جاعِرَتَيْه‏.‏ وفي كتاب

عبد الملك إِلى الحجاج‏:‏ قاتلك الله، أَسْوَدَ الجاعرتين قيل‏:‏ هما اللذان

يَبْتَدِئانِ الذَّنَبَ‏.‏

والجِعَارُ‏:‏ من سِمات الإِبل وَسْمٌ في الجاعِرَة؛ عن ابن حبيب من تذكرة

أَبي علي‏.‏

والجِعْرانَةُ‏:‏ موضع؛ وفي الحديث‏:‏ أَنه نزل الجِعْرانَةَ، وتكرر ذكرها

في الحديث، وهي موضع قريب من مكة، وهي في الحل وميقات الإِحرام، وهي

بتسكين العين والتخفيف، وقد تكسر العين وتشدد الراء‏.‏

والجُعْرُورُ‏:‏ ضَرْبٌ من التمر صغار لا ينتفع به‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه نهى

عن لونين في الصدقة من التمر‏:‏ الجُعْرُورِ ولَوْنِ الحُبَيْق؛ قال

الأَصمعي‏:‏ الجُعْرُورُ ضَرْبٌ من الدَّقَلِ يحمل رُطَباً صغاراً لا خير فيه، ولَوْنُ الحُبَيْقِ من أَرْدَإِ التُّمْرانِ أَيضاً‏.‏ والجُعْرُورُ‏:‏

دُوَيْبَّة من أَحناش الأَرض‏.‏ ولصبيان الأَعراب لُعْبَةٌ يقال لها الجِعِرَّى، الراء شديدة، وذلك أَن يحمل الصبي بين اثنين على أَيديهما؛ ولعبة أُخرى

يقال لها سَفْدُ اللّقاح وذلك انتظام الصبيان بعضهم في إِثر بعض، كلُّ واحد

آخِذٌ بِحُجْزَةِ صاحبه من خَلْفِه‏.‏

وأَبو جِعْرانَ‏:‏ الجُعَلُ عامَّةً، وقيل‏:‏ ضَرْبٌ من الجِعْلانِ‏.‏ وأُم

جِعْران‏:‏ الرَّخَمَةُ؛ كلاهما عن كراع‏.‏

جعبر‏:‏ الجَعْبَرُ‏:‏ القَعْب الغليظ الذي لم يحكم نَحْتُه‏.‏ والجَعْبَرَةُ

والجَعْبَرِيَّة‏:‏ القصيرة الدميمة؛ قال رؤبة بن العجاج يصف نساء‏:‏

يُمْسِينَ عن قَسِّ الأَذَى غَوافِلا، لا جَعْبَرِيَّاتٍ ولا طَهَامِلا‏.‏

القَسُّ‏:‏ النَّمِيمَةُ‏.‏ والطَّهامِلُ‏:‏ الضَّخامُ‏.‏ ورجل جَعْبَرٌ

وجَعْبَريٌّ‏:‏ قصير متداخل؛ وقال يعقوب‏:‏ قصير غليظ؛ والمرأَة جَعْبَرَةٌ‏.‏

وضَرَبَهُ فَجَعْبَرَهُ أَي صرعه‏.‏

جعثر‏:‏ جَعْثَرَ المتاع‏:‏ جَمَعَهُ‏.‏

جعظر‏:‏ الجِعْظارُ والجِعِظارَةُ، بكسر الجيم، والجِعْنْظار، كله‏:‏ القصير

الرجلين الغليظ الجسم، فإِذا كان مع غلظ جسمه أَكولاً قويّاً سمي

جَعْظَرِيّاً؛ وقيل‏:‏ الجعْظارُ القليل العقل، وهو أَيضاً الذي يَنْتَفِخُ بما

ليس عنده مع قِصَرٍ، وأَيضاً الذي لا يَأْلَمُ رَأْسُه، وقيل‏:‏ هو الأَكول

السَّيِّءُ الخُلُقِ الذي يتسخط عند الطعام‏.‏

والجَعْظَرِيّ‏:‏ القصير الرجلين العظيم الجسم مع قوّة وشدّة أَكل‏.‏ وقال

ثعلب‏:‏ الجَعْظَرِيُّ المتكبر الجافي عن الموعظة؛ وقال مرة‏:‏ هو القصير

الغليظ‏.‏ وقال الجوهري‏:‏ الجَعْظَرِيُّ الفَظُّ الغليظ‏.‏ الفراء‏:‏ الجَظُّ

والجَوَّاظ الطويل الجسم الأَكول الشَّرُوبُ البَطِرُ الكَفُورُ؛ قال‏:‏ وهو الجِعْظارُ أَيضاً، والجَعْظَرِيُّ مثله‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَلا أُخبركم بأَهل

النار‏؟‏ كُلُّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظٍ مَنَّاعٍ جَمَّاعٍ؛ الجَعْظَرِيُّ‏:‏

الفَظُّ الغليظ المتكبر، وقيل‏:‏ هو الذي ينتفخ بما ليس عنده، وفي رواية أُخرى‏:‏

هم الذين لا تُصَدَّعُ رؤوسهم‏.‏ الأَزهري‏:‏ الجَعْظَريُّ الطويل الجسم

الأَكول الشروب البَطِرُ الكافر، وهو الجِعْظارَةُ والجِعْظارُ‏.‏ قال‏:‏ وقال

أَبو عمرو‏:‏ الجَعْظَريُّ القصير السمين الأَشِرُ الجافي عن الموعظة‏.‏

جعفر‏:‏ الجَعْفَرُ‏:‏ النهر عامَّةً؛ حكاه ابن جني، وأَنشد‏:‏

إِلى بَلَدٍ لا بَقَّ فِيهِ ولا أَذًى، ولا نَبَطِيَّات يُفَجِّرْنَ جَعْفَرَا

وقيل‏:‏ الجعفر النهر الملآن، وبه شبهت الناقة الغزيرة؛ قال الأَزهري‏:‏

أَنشدني المفضل‏:‏

مَنْ للجَعافِرِ يا قَوْمي‏؟‏ فَقَدْ صُرِيَتْ، وقَدْ يُسَاقُ لِذاتِ الصَّرْبَةِ الحَلَبُ

ابن الأَعرابي‏:‏ الجَعْفَرُ النهر الصغير فوق الجَدْوَلِ، وقيل‏:‏

الجَعْفَرُ النهر الكبير الواسع؛ وأَنشد‏:‏

تَأَوَّدَ عُسْلُوجٌ عَلى شَطِّ جَعفَر

وبه سمي الرجل‏.‏ وجَعْفَرٌ‏:‏ أَبو قبيلة من عامر، وهم الجَعَافِرَةُ‏.‏

جعمر‏:‏ الجَعْمَرَةُ‏:‏ أَن يجمع الحمار نفسه وجَرامِيزَه ثم يَحْمِلَ على

العَانَةِ أَو على الشيء إِذا أَراد كَدْمَهُ‏.‏ الأَزهري‏:‏ الجَعْمَرَةُ

والجَمْعَرَة القَارَةُ المرتفعة المشرفة الغليظة‏.‏

جعنظر‏:‏ الجَعَنْظَرُ والجِعِنْظَارُ‏:‏ القصير الرجلين الغليظ الجسم؛ عن

كراع‏.‏ ورجل جِعِنْظَار إِذا كان أَكولاً قويّاً عظيماً جسيماً‏.‏

جفر‏:‏ الجَفْرُ‏:‏ من أَولاد الشاء إِذا عَظُمَ واستكرشَ، قال أَبو عبيد‏:‏

إِذا بلغ ولد المعزى أَربعة أَشهر وجَفَرَ جَنْبَاه وفُصِلَ عن أُمه

وأَخَذَ في الرَّعْي، فهو جَفْرٌ، والجمع أَجْفَار وجِفَار وجَفَرَةٌ، والأُنثى جَفْرَةٌ؛ وقد جَفَرَ واسْتَجفَرَ؛ قال ابن الأَعرابي‏:‏ إِنما ذلك

لأَربعة أَشهر أَو خمسة من يوم ولد‏.‏ وفي حديث عمر‏:‏ أَنه قضى في اليَرْبُوع

إِذا قتله المحرم بجَفْرَةٍ؛ وفي رواية‏:‏ قضى في الأَرنب يصيبها المحرم

جَفْرَةً‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الجَفْرُ الجَمَلُ الصغير والجَديُ بعدما يُفْطَمُ

ابن ستة أَشهر‏.‏ قال‏:‏ والغلام جَفْرٌ‏.‏

ابن شميل‏:‏ الجَفْرَةُ العَناق التي شَبِعَتْ من البَقْلِ والشجر واستغنت

عن أُمِّها، وقد تَجَفَّرَتْ واسْتَجْفَرَتْ‏.‏ وفي حديث حليمة ظَئِرَ

النبي صلى الله عليه وسلم قالت‏:‏ كان يَشِبُّ في اليوم شَبَابَ الصبي في الشهر فبلغ ستّاً وهو جَفرٌ‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ اسْتَجْفَر الصَّبيُّ إِذا

قوي على الأَكل‏.‏ وفي حديث أَبي اليَسَرِ‏:‏ فخرج‏.‏ إِليَّ ابن له جَفْرٌ‏.‏ وفي حديث أُم زرع‏:‏ يكفيه ذراعُ الجَفْرَةِ؛ مدحته بقلة

الأَكل‏.‏ والجَفْرُ‏:‏ الصبي إِذا انتفخ لحمه وأَكل وصارت له كرش، والأُنثى

جَفْرَةٌ، وقد استَجْفَر وتَجَفَّرَ‏.‏ والمُجْفَرُ‏:‏ العظيم الجنبين من كل شيء‏.‏

واسْتَجْفَرَ إِذا عظم؛ حكاه شمر وقال‏:‏ جُفْرَةُ البطن باطِنُ

المُجْرَئِشِّ‏.‏

والجُفْرَةُ‏:‏ جَوْفُ الصدر، وقيل‏:‏ ما يجمع البطن والجنبين، وقيل‏:‏ هو مُنحَنَى الضلوع، وكذلك هو من الفرس وغيره، وقيل‏:‏ جُفْرَةُ الفرس وسَطُه، والجمع جُفَرٌ وجِفَارٌ‏.‏ وجُفْرَةُ كل شيء‏:‏ وسطه ومعظمه‏.‏ وفَرَسٌ مُجْفَرٌ

وناقة مُجْفَرَة أَي عظيمة الجُفْرةِ، وهي وسطه؛ قال الجَعْدِيُّ‏:‏

فَتَآيا بِطَرِير مُرْهَفٍ

جُفْرَةَ المَحْزِمِ مِنْهُ فَسَعَلْ

والجُفْرَةُ‏:‏ الحُفْرَةُ الواسعة المستديرة‏.‏ والجُفَرُ‏:‏ خُروق الدعائم

التي تحفر لها تحت الأَرض‏.‏ والجَفْرُ‏:‏ البئر الواسعة التي لم تُطْوَ، وقيل‏:‏ هي التي طوي بعضها ولم يطو بعض، والجمع جِفَارٌ؛ ومنه جَفْرُ

الهَبَاءَةِ، وهو مُسْتَنْقَع ببلاد غَطَفَان‏.‏ والجُفْرَةُ، بالضم‏:‏ سَعَةٌ في الأَرض مستديرة، والجمعُ جِفَارٌ مثل بُرْمَةٍ وبرام، ومنه قيل للجوف‏:‏

جُفْرةٌ‏.‏ وفي حديث طلحة‏:‏ فوجدناه في بعض تلك الجِفَارِ، وهو جمع جُفْرة، بالضم‏.‏

وفي الحديث ذكر جُفرة، بضم الجيم وسكون الفاء، جفرة خالد من ناحية

البصرة تنسب إِلى خالد بن عبدالله بن أَسِيدٍ، لها ذكر في حديث عبد الملك بن مروان‏.‏

والجَفِيرُ‏:‏ جَعْبَة من جلود لا خشب فيها أَو من خشب لا جلد فيها‏.‏

والجَفِيرُ أَيضاً‏:‏ جَعْبَةٌ من جلود مشقوقة في جنبها، يُفعل ذلك بها ليدخلها

الريح فلا يأْتكل الريش‏.‏ الأَحمر‏:‏ الجَفِير والجَعْبَةُ الكِنَانة‏.‏

الليث‏:‏ الجَفِير شبه الكنانة إِلا أَنه واسعٌ أَوسعُ منها يجعل فيه نُشَّابٌ

كثير‏.‏ وفي الحديث‏:‏ من اتخذ قوساً عربية وجَفِيرَها نفى الله عنه الفقر؛ الجَفير‏:‏ الكنانة والجَعْبة التي تجعل فيها السهام، وتخصيصُ القِسِيِّ

العربية كراهيةَ زِيِّ العجم‏.‏

وجَفَرَ الفحلُ يَجْفُر، بالضم، جُفُوراً‏:‏ انقطع عن الضِّراب وقَلَّ

ماؤه، وذلك إِذا أَكثر الضراب حتى حَسَرَ وانقطع وعَدَلَ عنه‏.‏ ويقال في الكبش‏:‏ رَبَضَ ولا يقال جَفَرَ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ أَجْفَرَ الرجلُ وجَفَرَ

وجَفَّرَ واجْتَفَرَ إِذا انقطع عن الجماع، وإِذا ذَلَّ قيل‏:‏ قد اجْتَفَرَ‏.‏

وأَجْفَرَ الرجلُ عن المرأَة‏:‏ انقطع‏.‏ وجَفَّرَه الأَمرُ عنه‏:‏ قَطَعَه؛ عن

ابن الأَعرابي، وأَنشد‏:‏

وتُجْفِروا عن نساء قَدْ تَحِلُّ لَكُمْ، وفي الرُّدَيْنِيِّ والْهِنْدِيِّ تَجْفِيرُ

أَي أَن فيهما من أَلم الجراح ما يُجَفِّرُ الرجلَ عن المرأَة، وقد يجوز

أَن يعني به إِماتتهما إِياهم لأَنه إِذا مات فقد جَفَرَ‏.‏

وطعام مَجْفَرٌ ومَجْفَرَةٌ؛ عن اللحياني‏:‏ يقطع عن الجماع‏.‏ ومن كلام

العرب‏:‏ أَكلُ البِطِّيخ مَجْفَرَةٌ‏.‏ وفي الحديث أَنه قال لعثمان بن مظعون‏:‏

عليك بالصوم فإِنه مَجْفَرَةٌ؛ أَي مَقْطَعَةٌ للنكاح‏.‏ وفي الحديث أَيضاً‏:‏

صُوموا وَوَفِّرُوا أَشْعاركم‏.‏ فإِنها

مَجْفَرَةٌ‏.‏ قال أَبو عبيد‏:‏ يعني مَقْطَعَة للنكاح ونقصاً للماء‏.‏ ويقال

للبعير إِذا أَكثر الضراب حتى ينقطع‏:‏ قد جَفَرَ يَجْفِرُ جُفُوراً، فهو جافر؛ وقال ذو الرمة في ذلك‏:‏

وقد عَارَضَ الشِّعْرى سُهَيْلٌ، كَأَنَّهُ

قَرِيعُ هَجانٍ، عَارَضَ الشَّوْلَ جَافِرُ

وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه‏:‏ أَنه رأَى رجلاً في الشمس فقال‏:‏ قُمْ

عنها فإِنها مَجْفَرَةٌ أَي تُذْهِبُ شهوة النكاح‏.‏ وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ إِياكم وَنَوْمَةَ الغَدَاةِ فإِنها مَجْفَرَةٌ؛ وجعله القتيبي من حديث علي، كرم الله وجهه‏.‏

والمُجْفِرُ‏:‏ المتغير ريح الجسد‏.‏ وفي حديث المُغِيرةِ‏:‏ إِياكم وكلَّ

مُجْفِرَةٍ أَي مُتَغَيِّرة رِيحِ الجسد، والفعل منه أَجْفَر‏.‏ قال‏:‏ ويجوز

أَن يكون من قولهم امرأَة مُجْفِرَةُ الجنين أَي عظيمتهما‏.‏ وجَفَرَ

جَنْبَاهُ إِذا اتَّسَعَا، كأَنه كَرِهَ السِّمَنَ‏.‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏

الكَنَهْبَلُ صِنْفٌ من الطَّلْحِ جَفْرٌ‏.‏

قال ابن سيده‏:‏ أُراه عَنَى به قبيح الرائحة من النبات‏.‏ الفراء‏:‏ كنت

آتيكم فَقَد أَجْفَرْتُكم أَي تركت زيارتكم وقطعتها‏.‏ ويقالُ‏:‏ أَجْفَرْتُ ما

كنتُ فيه أَي تركته‏.‏ وأَجْفَرْتُ فلاناً‏:‏ قطعته وتركت زيارته‏.‏ وأَجْفَرَ

الشيءُ‏:‏ غاب عنك‏.‏ ومن كلام العرب‏:‏ أَجْفَرَنا هذا الذئبُ فما حَسَسْناه

منذ أَيام‏.‏ وفعلتُ ذلك من جَفْرِ كذا‏.‏ أَي من أَجله‏.‏ ويقال للرجل الذي لا عقل له‏:‏ إِنه لَمُنْهَدِمُ الحال

ومُنْهَدِمُ الجَفْرِ‏.‏

والجُفُرَّى والكُفُرَّى‏:‏ وِعاء الطلع‏.‏

وإِبِلٌ جِفَارٌ إِذا كانت غِزاراً، شبهت بِجِفَارِ الرَّكابا‏.‏

والجُفُرَّاء والجُفُرَّاةُ‏:‏ الكافور من النخل؛ حكاهما أَبو حنيفة‏.‏

وجَيْفَرٌ ومُجَفَّر‏:‏ اسمان‏:‏ والجَفْرُ‏:‏ موضع بنجد‏.‏ والجِفَارُ‏:‏ موضع، وقيل‏:‏ هو ماء لبني تميم، قال‏:‏ ومنه يوم الجِفَارِ؛ قال الشاعر‏:‏

وَيَوْمُ الجِفَارِ وَيَوْمُ النِّسا

رِ كانا عَذَاباً، وكانا غَرَامَا

أَي هلاكاً‏.‏ والجَفَائِرُ‏:‏ رمال معروفة؛ أَنشد الفارسي‏:‏

أَلِمَّا على وَحْشِ الجَفَائِر فانْظُرا

إِليها، وإِنْ لم تُمْكِنِ الوَحْشُ رامِيَا

والأَجْفَرُ‏:‏ موضع‏.‏

جكر‏:‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الجُكَيْرَةُ تصغير الجَكْرَةِ وهي اللَّجَاجَة، وقال في موضع آخر‏:‏ أَجْكَرَ الرجلُ إِذا لَجَّ في البيع، وقد جَكِرَ

يَجْكَرُ جَكَراً‏.‏

جلنر‏:‏ الجُلنَّارُ‏:‏ معروف‏.‏

جمر‏:‏ الجَمْر‏:‏ النار المتقدة، واحدته جَمْرَةٌ‏.‏ فإِذا بَرَدَ فهو فَحْمٌ‏.‏ المِجْمَرُ والمِجْمَرَةُ‏:‏ التي يوضع فيها الجَمْرُ مع الدُّخْنَةِ وقد

اجْتَمَرَ بها‏.‏ وفي التهذيب‏:‏ المِجْمَرُ قد تؤنث، وهي التي تُدَخَّنْ

بها الثيابُ‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ من أَنثه ذهب به إِلى النار، ومن ذكَّره عنى به الموضع؛ وأَنشد ابن السكيت‏:‏

لا يَصْطَلي النَّارَ إِلا مِجْمَراً أَرِجا

أَراد إِلا عُوداً أَرِجاً على النار‏.‏ ومنه قول النبي، صلى الله عليه

وسلم‏:‏ ومَجَامِرُهُمُ الأَلُوَّةُ وبَخُورُهُمُ العُودُ الهِنْدِيُّ غَيْرَ

مُطَرًّى‏.‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏ المِجْمَرُ نفس العود‏.‏ واسْتَجْمَرَ

بالمِجْمَرِ إِذا تبخر بالعود‏.‏ الجوهري‏:‏ المِجْمَرَةُ واحدةُ المَجَامِرِ، يقال‏:‏

أَجْمَرْتُ النار مِجْمَراً إِذا هَيَّأْتَ الجَمْرَ؛ قال‏:‏ وينشد هذا

البيت بالوجهين مُجْمِراً ومِجْمَراً وهو لحميد بن ثور الهلالي يصف امرأَة

ملازمة للطيب‏:‏

لا تَصْطَلي النَّارَ إلاَّ مُجْمِراً أَرِجاً، قدْ كَسَّرَت مِنْ يَلَنْجُوجٍ لَه وَقَصَا

واليلنجوج‏:‏ العود‏.‏ والوَقَصُ‏:‏ كِسَارُ العيدان‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِذا

أَجْمَرْتُمْ الميت فَجَمِّرُوه ثلاثاً؛ أَي إِذا بخرتموه بالطيب‏.‏ ويقال‏:‏ ثوب

مُجْمَرٌ ومُجَمَّرٌ‏.‏ وأَجْمَرْتُ الثوبَ وَجَمَّرْتُه إِذا بخرته بالطيب، والذي يتولى ذلك مُجْمِرٌ ومُجَمِّرٌ؛ ومنه نُعَيْمٌ المُجْمِرُ الذي

كان يلي إِجْمَارَ مسجد رسولُ الله،صلى الله عليه وسلم، والمَجَامِر‏:‏ جمع

مِجْمَرٍ ومُجْمِرٍ، فبالكسر هو الذي يوضع فيه النار والبخور، وبالضم الذي

يتبخر به وأُعِدَّ له الجَمْرُ؛ قال‏:‏ وهو المراد في الحديث الذي ذكر فيه

بَخُورُهم الأَلُوَّةُ، وهو العود‏.‏

وثوب مُجَمَّرٌ‏:‏ مُكَبًّى إِذا دُخِّنَ عليه، والجامِرُ الذي يلي ذلك، من غير فعل إِنما هو على النسب؛ قال‏:‏

وَرِيحُ يَلَنْجُوجٍ يُذَكيِّهِ جَامِرُهْ

وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ لا تُجَمِّروا

وجَمَّرَ ثَوْبَهُ إِذا بخره‏.‏

والجَمْرَةُ‏:‏ القبيلة لا تتضم إِلى أَحد؛ وقيل‏:‏ هي القبيلة تقاتل جماعةَ

قَبائلَ، وقيل‏:‏ هي القبيلة يكون فيها ثلثمائة فارس أَو نحوها‏.‏

والجَمْرَةُ‏:‏ أَلف فارس، يقال‏:‏ جَمْرَة كالجَمْرَةِ‏.‏ وكل قبيل انضموا فصاروا يداً

واحدة ولم يُحَالِفوا غيرهم، فهم جَمْرَةٌ‏.‏ الليث‏:‏ الجَمْرَةُ كل قوم

يصبرون لقتال من قاتلهم لا يحالفون أَحداً ولا ينضمون إِلى أَحد، تكون

القبيلة نفسها جَمْرَة تصبر لقراع القبائل كما صبرت عَبْسٌ لقبائل قيس‏.‏ وفي الحديث عن عمر‏:‏ أَنه سأَل الحُطَيْئَةَ عن عَبْسٍ ومقاومتها قبائل قيس

فقال‏:‏ يا أَمير المؤمنين كنا أَلف فارس كأَننا ذَهَبَةٌ حمراء لا

نَسْتَجْمِرُ ولا نحالف أَي لا نسأَل غيرنا أَن يجتمعوا إِلينا لاستغنائنا عنهم‏.‏

والجَمْرَةُ‏:‏ اجتماع القبيلة الواحدة على من ناوأَها من سائر القبائل؛ ومن هذا قيل لمواضع الجِمَارِ التي ترمى بِمِنًى جَمَراتٌ لأَن كلَّ مَجْمَعِ

حَصًى منها جَمْرَةٌ وهي ثلاث جَمَراتٍ‏.‏ وقال عَمْرُو بن بَحْرٍ‏:‏ يقال

لعَبْسٍ وضَبَّةَ ونُمير الجَمَرات؛ وأَنشد لأَبي حَيَّةَ النُّمَيري‏:‏

لَنَا جَمَراتٌ ليس في الأَرض مِثْلُها؛ كِرامٌ، وقد جُرِّبْنَ كُلَّ التَّجَارِبِ‏:‏

نُمَيْرٌ وعبْسٌ يُتَّقَى نَفَيَانُها، وضَبَّةُ قَوْمٌ بَأْسُهُمْ غَيْرُ كاذِبِ‏.‏

وجَمَرَات العرب‏:‏ بنو الحرث بن كعب وبنو نُمير ابن عامر وبنو عبس؛ وكان

أَبو عبيدة يقول‏:‏ هي أَربع جمرات، ويزيد فيها بني ضبة بن أُدٍّ، وكان

يقول‏:‏ ضبة أَشبه بالجمرة من بني نمير، ثم قال‏:‏ فَطَفِئتْ منهم جمرتان وبقيت

واحدة، طَفِئتْ بنو الحرث لمحالفتهم نَهْداً، وطفئت بنو عبس لانتقالهم

إِلى بني عامر بن صَعْصَعَةَ يوم جَبَلَةَ، وقيل‏:‏ جَمَراتُ مَعَدٍّ ضَبَّةُ

وعبس والحرثُ ويَرْبُوع، سموا بذلك لجمعهم‏.‏ أَبو عبيدة‏:‏ جمرات العرب

ثلاث‏:‏ بنو ضبة بن أُد وبنو الحرث بن كعب وبنو نمير بن عامر، وطفئت منهم

جمرتان‏:‏ طفئت ضبة لأَنها حالفت الرِّبابَ، وطفئت بن الحرث لأَنها حالفت

مَذْحِجَ، وبقيت نُمير لم تُطْفَأْ لأَنها لم تُخالِفْ‏.‏ ويقال‏:‏ الجمرات عبس

والحرث وضبة، وهم إِخوة لأُم، وذلك أَن امرأَة من اليمن رأَت في المنام

أَنه يخرج من فرجها ثلاث جمرات، فتزوجها كعب بن عبد المَدَانِ فولدت له

الحرث بن كعب ابن عبد المدان وهم أَشراف اليمن، ثم تزوّجها بَغِيضُ ابن رَيْثٍ فولدت له عَبْساً وهم فُرْسَان العرب، ثم تزوّجها أُدّ فولدت له ضبة، فجمرتان في مضر وجمرة في اليمن‏.‏ وفي حديث عمر‏:‏ لأُلْحِقَنَّ كُلُّ قوم

بِجَمْرَتهِم أَي بجماعتهم التي هم منها‏.‏

وأَجْمَرُوا على الأَمر وتَجَمَّرُوا‏:‏ تَجَمَّعُوا عليه وانضموا‏.‏

وجَمَّرَهُمُ الأَمر‏:‏ أَحوجهم إِلى ذلك‏.‏ وجَمَّرَ الشَّيءَ‏:‏ جَمَعَهُ‏.‏ وفي حديث

أَبي إِدريس‏:‏ دخلت المسجد والناسُ أَجْمَرُ ما كانوا أَي أَجمع ما

كانوا‏.‏ وجَمَّرَتِ المرأَةُ شعرها وأَجْمَرَتْهُ‏:‏ جمعته وعقدته في قفاها ولم ترسله‏.‏ وفي التهذيب‏:‏ إِذا ضَفَرَتْهُ جَمائِرَ، واحدتُها جَمِيرَةٌ، وهي

الضفائر والضَّمائِرُ والجَمَائِرُ‏.‏ وتَجْمِيرُ المرأَة شعرها‏:‏ ضَفْرُه‏.‏

والجَميرَةُ‏:‏ الخُصْلَةُ من الشعر‏:‏ وفي الحديث عن النخعي‏:‏ الضَّافِرُ

والمُلَبِّدُ والمُجْمِرُ عليهم الحَلْقُ؛ أَي الذي يَضْفِرُ رأْسه وهو محرم

يجب عليه حلقه، ورواه الزمخشري بالتشديد وقال‏:‏ هو الذي يجمع شَعْرَهُ

ويَعْقِدُهُ في قفاه‏.‏ وفي حديث عائشة‏:‏ أَجْمَرْتُ رأْسي إِجْماراً أَي

جمعته وضفرته؛ يقال‏:‏ أَجْمَرَ شعرَه إِذا جعله ذُؤابَةً، والذؤابَةُ‏:‏

الجَمِيرَةُ لأَنها جُمِّرَتْ أَي جمعت‏.‏ وجَمِيرُ الشَّعَرِ‏:‏ ما جُمِّرَ منه؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

كَأَنَّ جَمِيرَ قُصَّتِها، إِذا ما

حَمِسْنَا، والوقَايَةُ بالخِناق

والجَمِيرُ‏:‏ مُجْتَمَعُ القوم‏.‏ وجَمَّرَ الجُنْدَ‏:‏ أَبقاهم في ثَغْرِ

العدوّ ولم يُقْفِلْهم، وقد نهي عن ذلك‏.‏ وتَجْمِيرُ الجُنْد‏:‏ أَن يحبسهم في أَرض العدوّ ولا يُقْفِلَهُمْ من الثَّغْرِ‏.‏ وتَجَمَّرُوا هُمْ أَي

تحبسوا؛ ومنه التَّجْمِيرُ في الشَعَرِ‏.‏ الأَصمعي وغيره‏:‏ جَمَّرَ الأَميرُ

الجيشَ إِذا أَطال حبسهم بالثغر ولم يأْذن لهم في القَفْلِ إِلى أَهليهم، وهو التَّجْمِيرُ؛ وروى الربيع أَن الشافعي أَنشده‏:‏

وجَمَّرْتَنَا تَجْمِيرَ كِسْرى جُنُودَهُ، ومَنَّيْتَنا حتى نَسينَا الأَمَانِيا

وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ لا تُجَمِّرُوا الجيش فَتَفْتِنُوهم؛ تَجْمِيرُ الجيش‏:‏ جَمْعُهم في الثُّغور وجَبْسُهم عن العود إِلى أَهليهم؛ ومنه

حديث الهُرْمُزانِ‏:‏ أَن كِسْرى جَمَّرَ بُعُوثَ فارِسَ‏.‏ وجاء القومُ

جُمارَى وجُماراً أَي بأَجمعهم؛ حكى الأَخيرة ثعلب؛ وقال‏:‏ الجَمَارُ

المجتمعون؛ وأَنشد بيت الأَعشى‏:‏

فَمَنْ مُبْلِغٌ وائِلاً قَوْمَنَا، وأَعْني بذلك بَكْراً جَمارَا‏؟‏‏.‏

الأَصمعي‏:‏ جَمَّرَ بنو فلان إِذا اجتمعوا وصاروا أَلْباً واحداً‏.‏ وبنو

فلان جَمْرَةٌ إِذا كانوا أَهل مَنَعَةٍ وشدّة‏.‏ وتَجَمَّرتِ القبائلُ إِذا

تَجَمَّعَتْ؛ وأَنشد‏:‏

إِذا الجَمارُ جَعَلَتْ تَجَمَّرُ

وخُفٌّ مُجْمِرٌ‏:‏ صُلْبٌ شديد مجتمع، وقيل‏:‏ هو الذي نَكَبَتْهُ الحجارة

وصَلُبَ‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ حافِرٌ مُجْمِرٌ وقَاحٌ صُلْبٌ‏.‏ والمُفِجُّ‏:‏

المُقَبَّبُ من الحوافر، وهو محمود‏.‏

والجَمَراتُ والجِمارُ‏:‏ الحَصياتُ التي يرمى بها في مكة، واحدتها

جَمْرَةٌ‏.‏ والمُجَمَّرُ‏:‏ موضع رمي الجمار هنالك؛ قال حذيفة بن أَنس

الهُذَليُّ‏:‏لأَدْركُهْم شُعْثَ النَّواصي، كَأَنَّهُمْ

سَوابِقُ حُجَّاجٍ تُوافي المُجَمَّرا

وسئل أَبو العباس عن الجِمارِ بِمِنًى فقال‏:‏ أَصْلُها من جَمَرْتُه

ودَهَرْتُه إِذا نَحَّيْتَهُ‏.‏ والجَمْرَةُ‏:‏ واحدةُ جَمَراتِ المناسك وهي ثلاث

جَمَرات يُرْمَيْنَ بالجِمارِ‏.‏ والجَمْرَةُ‏:‏ الحصاة‏.‏ والتَّجْمِيرُ‏:‏

رمْيُ الجِمارِ‏.‏ وأَما موضعُ الجِمارِ بِمِنًى فسمي جَمْرَةً لأَنها تُرْمي

بالجِمارِ، وقيل‏:‏ لأَنها مَجْمَعُ الحصى التي ترمي بها من الجَمْرَة، وهي

اجتماع القبيلة على من ناوأَها، وقيل‏:‏ سميت به من قولهم أَجْمَرَ إِذا

أَسرع؛ ومنه الحديث‏:‏ إِن آدم رمى بمنى فأَجْمرَ إِبليسُ بين يديه‏.‏

والاسْتِجْمارُ‏:‏ الاستنجاء بالحجارة، كأَنه منه‏.‏ وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِذا توضأْتَ فانْثُرْ، وإِذا استجمرت فأَوْتِرْ؛ أَبو

زيد‏:‏ الاستنجاء بالحجارة، وقيل‏:‏ هو الاستنجاء، واستجمر واستنجى واحد إِذا

تمسح بالجمار، وهي الأَحجار الصغار، ومنه سميت جمار الحج للحصى التي ترمى

بها‏.‏

ويقال للخارص‏:‏ قد أَجْمَرَ النخلَ إِذا خَرَصَها‏.‏

والجُمَّارُ‏:‏ معروف، شحم النخل، واحدته جُمَّارَةٌ‏.‏

وجُمَّارَةُ النخل‏:‏ شحمته التي في قِمَّةِ رأْسه تُقْطَعُ قمَّتُه ثم تُكْشَطُ عن جُمَّارَةٍ في جوفها بيضاء كأَنها قطعةُ سَنَامٍ ضَخْمَةٌ، وهي

رَخْصَةٌ تؤكل بالعسل، والكافورُ يخرج من الجُمَّارَة بين مَشَقِّ

السَّعَفَتَيْنِ وهي الكُفُِرَّى، والجمعُ جمَّارٌ أَيضاً‏.‏ والجَامُورُ‏:‏

كالجُمَّارِ‏.‏ وجَمَرَ النخلة‏:‏ قطع جُمَّارَها أَو جامُورَها‏.‏ وفي الحديث‏:‏

كأَني أَنظر إِلى ساقه في غَرْزه كأَنها جُمَّارَةٌ؛ الجُمَّارَةُ‏:‏ قلب

النخلة وشحمتها، شبه ساقه ببياضها،؛ وفي حديث آخر‏:‏ أَتى بِجُمَّارٍ؛ هُوَ جمعُ

جُمَّارة‏.‏

والجَمْرَةُ‏:‏ الظُّلْمة الشديدة‏.‏ وابنُ جَمِير‏:‏ الظُّلمة‏.‏ وقيل‏:‏ لظُلمة

ليلة‏.‏ في الشهر‏.‏ وابْنَا جَمِيرٍ‏:‏ الليلتانِ يَسْتَسِرُّ

فيهما القَمَرُ‏.‏ وأَجْمَرَتِ الليلةُ‏:‏ اسْتَسَرَّ فيها الهلالُ‏.‏ وابن جَمِيرٍ‏:‏ هلالُ تلك الليلة‏:‏ قال كعب بن زهير في صفة ذئب‏:‏

وإِنْ أَطافَ، ولم يَظْفَرْ بِطائِلةٍ

في ظُلْمة ابنِ جَمِيرٍ، سَاوَرَ الفُطُمَا

يقول‏:‏ إِذا لم يصب شاةً ضَخْمَةً أَخذ فقَطِيمَةً‏.‏

والفُطُمُ‏:‏ السِّخَالُ التي فُطِمَتْ، واحدتها فطيمة‏.‏ وحكي عن ثعلب‏:‏

ابنُ جُمَيْرٍ، على لفظ التصغير، في كل ذلك‏.‏ قال‏:‏ يقال جاءنا فَحْمَةَ بن جُمَيْرٍ؛ وأَنشد‏:‏

عَنْدَ دَيْجُورِ فَحْمَةِ بْنِ جُمَيْرٍ

طَرَقَتْنا، واللَّيْلُ دَاجٍ بَهِيمُ

وقيل‏:‏ ظُلْمَةُ بْنُ جَميرٍ آخرُ الشهر كأَنه سَمَّوْهُ ظلمة ثم نسبوه

إِلى جَمِير، والعرب تقول‏:‏ لا أَفعل ذلك ما جَمَرَ ابْنُ جَمير؛ عن

اللحياني‏.‏ وفي التهذيب‏:‏ لا أَفعل ذاك ما أَجْمَرَ ابْنُ جَمِيرٍ وما أَسْمَرَ

ابْنُ سَمِير؛ الجوهري‏:‏ وابنا جمير الليل والنهار، سميا بذلك للاجتماع كما

سميا ابْنَيْ سَمِير لأَنه يُسْمَرُ فيهما‏.‏ قال‏:‏ والجَمِيرُ الليل

المظلم، وابنُ جَمِيرٍ‏:‏ الليل المظلم؛ وأَنشد لعمرو بن أَحمر الباهلي‏:‏

نَهارُهُمُ ظَمْآنُ ضَاحٍ، ولَيْلُهُمْ، وإِن كَانَ بَدْراً، ظُلْمَةُ ابْنِ جَمِيرِ

ويروىي‏:‏

نهارُهُمُ ليلٌ بَهِيمٌ ولَيْلُهُمْ

ابْنُ جَمِيرٍ‏:‏ الليلة التي لا يطلع فيها القمر في أُولاها ولا في أُخراها؛ قال أَبو عمر الزاهد‏:‏ هو آخر ليلة من الشهر؛ وقال‏:‏

وكأَنّي في فَحْمَةِ ابنِ جَمِيرٍ

في نِقابِ الأُسَامَةِ السِّرْداحِ

قال‏:‏ السرداح القوي الشديد التام‏.‏ نقاب‏:‏ جلد‏.‏ والأُسامة‏:‏ الأَسد‏.‏ وقال

ثعلب‏:‏ ابْنُ جَمِير الهلالُ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ يقال للقمر في آخر الشهر

ابْنُ جَمِيرٍ لأَن الشمس تَجْمُرُه أَي تواريه‏.‏

وأَجْمَرَ الرجلُ والبعيرُ‏:‏ أَسرع وعدا، ولا تقل أَجمز، بالزاي؛ قال

لبيد‏:‏

وإِذا حَرَّكْتُ غَرْزي أَجْمَرَتْ، أَوْ قِرابي عَدْوَ جَوْنٍ قَدْ أَبَلْ

وأَجْمَرْنا الخيل أَي ضَمَّرْناها وجمعناها‏.‏

وبنو جَمْرَةَ‏:‏ حَيُّ من العرب‏.‏ ابن الكلبي‏:‏ الجِمارُ طُهَيَّةُ

وبَلْعَدَوِيَّة وهو من بني يربوع بن حنظلة‏.‏ والجامُور‏:‏ القَبْرُ‏.‏ وجامُورُ

السفينة‏:‏ معروف‏.‏ والجامُور‏:‏ الرأْس تشبيهاً بجامور السفينة؛ قال كراع‏:‏ إِنما

تسميه بذلك العامة‏.‏

وفلان لا يعرف الجَمْرَةَ من التمرة‏.‏ ويقال‏:‏ كان ذلك عند سقوط

الجَمْرَةِ‏.‏ والمُجَيْمِرُ‏:‏ موضع، وقيل‏:‏ اسم جبل، وقول ابن الأَنباري‏:‏

ورُكوبُ الخَيْلِ تَعْدُو المَرَطَى، قد عَلاَها نَجَدُ فيه اجْمِرار

قال‏:‏ رواه يعقوب بالحاء، أَي اختلط عرقها بالدم الذي أَصابها في الحرب، ورواه أَبو جعفر اجمرار، بالجيم، لأَنه يصف تجعد عرقها وتجمعه‏.‏ الأَصمعي‏:‏

عدَّ فلان إِبله جَماراً إِذا عدها ضربة واحدة؛ ومنه قول ابن أَحمر‏:‏

وظَلَّ رعاؤُها يَلْقَونَ منها، إِذا عُدَّتْ، نَظَائِر أَو جَمَارَا

والنظائر‏:‏ أَن تعد مثنى مثنى، والجَمارُ‏:‏ أَن تُعَدَّ جماعةً؛ ثعلب عن

ابن الأَعرابي عن المفضل في قوله‏:‏

أَلم تَرَ أَنَّني لاقَيْتُ، يَومْاً، مَعائِرَ فيهمُ رَجُلاً جَمَارا

فَقِيرَ اللْيلِ تَلْقاه غنِيّاً، إِذا ما آنَسَ الليلُ النهارَا

هذا مقدّم أُريد به‏.‏ وفلان غني الليل إِذا كانت له إِبل سود ترعى بالليل‏.‏

جمخر‏:‏ الجُمْخُور‏:‏ الواسع الجَوْفِ‏.‏

جمزر‏:‏ يقال‏:‏ جَمْزَرْتَ يا فلانُ أَي نَكَصْتَ وفَرَرْتَ‏.‏

جمعر‏:‏ الجَمْعَرَةُ‏:‏ الأَرض الغليظة المرتفعة، وهي القَارَةُ المشرفة

الغليظة؛ وأَنشد‏:‏

وانْجَبْنَ عن حَدَبِ الإِكا *** مِ وعن جَماعِير الجَراوِلْ

يقال‏:‏ أَشْرَفَ تلك الجَمْعَرَةَ ونحو ذلك‏.‏ والجُمْعُورُ‏:‏ الجمعُ

العظيم‏.‏ وجَمْعَرَ الحمارُ إِذا جمعَ نَفْسه ليَكْدُمَ‏.‏ قال‏:‏ والجَمْعَرَةَ

الحَرَّةُ والجماعة؛ قال‏:‏ ولا يُعَدُّ سَنَدُ الجَبَل جَمْعَرَةً‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الجَمَاعِيرُ تَجَمُّعُ القبائل على حرب الملك؛ قال ومنه

قوله‏:‏تَحُفُّهُمْ أَسافَةٌ وجَمْعَرُ، إِذا الجَمارُ جَعَلَتْ تَجَمَّرُ

أَسافَةُ وجَمْعَرُ‏:‏ قبيلتان‏.‏ ويقال للحجارة المجموعة‏:‏ جَمْعَرٌ؛ وأَنشد

أَيضاً‏:‏

تَحُفُّها أَسافَةٌ وجَمْعَرُ، وخَلَّةٌ قِرْدانُها تَنَسَّرُ

وجَمْعَرٌ‏:‏ غليظة يابسة‏.‏

جمهر‏:‏ جَمْهَرَ له الخبرَ‏:‏ أَخْبَرَهُ بطَرَفٍ له على غير وجهه وترك

الذي يريد‏.‏ الكسائي‏:‏ إِذا أَخبرت الرجل بطرف من الخبر وكتمته الذي تريد قلت‏:‏

جَمْهَرْتُ عليه الخبرَ‏.‏

الليث‏:‏ الجُمْهُورُ الرمل الكثير المتراكم الواسع؛ وقال الأَصمعي‏:‏ هي

الرملة المشرفة على ما حولها المجتمعة‏.‏ والجُمْهُورُ والجُمْهُورَةُ من الرمل‏:‏ ما تعقَّد وانقاد، وقيل‏:‏ هو ما أَشرف منه‏.‏ والجُمْهُور‏:‏ الأَرض

المشرفة على ما حولها‏.‏ والجُمْهُورَة‏:‏ حَرَّةٌ لبني سعد بن بكر‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ ناقة مُجَمْهَرَةٌ‏.‏ إِذا كانت مُداخَلَة الخَلْقِ كأَنها جُمهور الرمل‏.‏

وجُمهورُ كل شيء‏:‏ معظمُه، وقد جَمْهَرَهُ‏.‏ وجُمهورُ الناس‏:‏ جُلُّهُم‏.‏

وجَماهير القوم‏:‏ أَشرافهم‏.‏ وفي حديث ابن الزبير قال لمعاوية‏:‏ إِنا لا ندَعْ

مَروانَ يَرمي جَماهيرَ قريش بمَشَاقِصِه أَي جماعاتها، واحدُها

جُمْهُورٌ‏.‏ وجَمْهَرْتُ القومَ إِذا جمعتهم، وجَمْهَرْتُ الشيء إِذا جمعته؛ ومنه

حديث النخعي‏:‏ أَنه أُهْدِيَ له بُخْتَجٌ، قال‏:‏ هو الجُمْهُورِيُّ وهو العصير المطبوخ الحلالُ، وقيل له الجمهوري لأَن جُمْهُورَ الناس يستعملونه

أَي أَكثرهم‏.‏ وعددٌ مُجَمْهَرٌ‏:‏ مُكَثَّرٌ‏.‏ والجَمْهَرَةُ‏:‏ المجتمع‏.‏

والجُمْهُورِيُّ‏:‏ شراب مُحْدَثٌ، رواه أَبو حنيفة؛ قال‏:‏ وأَصله أَن يعاد

على البُخْتَجِ الماءُ الذي ذهب منه ثم يطبخ ويودع في الأَوعية فيأْخذ

أَخذاً شديداً‏.‏ أَبو عبيد‏:‏ الجُمْهُوريُّ اسم شراب يسكر‏.‏

والجُماهِرُ‏:‏ الضخم‏.‏ وفلان يَتَجَمْهَرُ علينا أَي يستطيل ويُحَقِّرُنا‏.‏

وجَمْهَرَ القَبْرَ‏:‏ جمع عليه التراب ولم يطينه‏.‏ وفي حديث موسى بن طلحة‏:‏

أَنه شهد دفن رجل فقال‏:‏ جَمْهِروا قبره جَمْهَرَةً أَي اجمعوا عليه

التراب جمعاً ولا تُطَيِّنوه ولا تُسوُّوهُ‏.‏ وفي التهذيب‏:‏ جَمْهَرَ الترابَ

إِذا جمع بعضه فوق بعض ولم يُخَصِّصْ به القبرَ‏.‏

جنبر‏:‏ الجَنْبَرُ‏:‏ فَرْخُ الحُبارَى؛ عن السيرافي‏.‏ والجِنِبَّارُ‏:‏

كالجَنْبَرِ مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي‏.‏ فأَما جِنْبارٌ، بالتخفيف، فزعم

ابن الأَعرابي أَنه من الجَبْرِ لم يفسره بأَكثر من ذلك، فإِن كان كذلك

فهو ثلاثي وقد ذكر في موضعه؛ قال ابن سيده‏:‏ وعندي أَن الجِنْبَارَ

بالتخفيف لغة في الجِنِبَّارِ الذي هو فرخ الحبارى وليس قول ابن الأَعرابي

حينئذٍ إِن جِنْباراً من الجَبْر بشيء‏.‏ ورجل جَنْبَرٌ‏:‏ قصير‏.‏ أَبو عمرو‏:‏

الجَنْبَرُ الرجل الضخم‏.‏ وجَنْبَرُ‏:‏ فَرَسُ جَعْدَة بْنِ مِرْداسٍ‏.‏

جنثر‏:‏ الجَنْثَرُ من الإِبل‏:‏ الطويل العظيم‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ الجُنْثُرُ

الجَمَلُ الضخم، وقال الليث‏:‏ هي الجَناثِرُ؛ وأَنشد‏:‏

كُومٌ إِذا ما فُصِلَتْ جَناثِرُ

جنسر‏:‏ الجُنَاسِرِيَّةُ‏:‏ أَشدُّ نخلةٍ بالبَصْرَةِ تَأَخُّراً‏.‏

جنفر‏:‏ أَبو عمرو‏:‏ الجَنافِيرُ القبورُ العادِيَّةُ، واحدها جُنْفُورٌ‏.‏